ترامب واقتصاد أمريكا- قسطرة عاجلة أم جراحة قلب مفتوح؟
المؤلف: حسين شبكشي09.20.2025

بعد غياب طويل، التقيت بصديق قديم، حيث حالت مشاغل الحياة وهمومها دون تواصلنا المستمر منذ أيام الدراسة. لقد غدا صديقي طبيبًا بارعًا في مجال أمراض القلب، وشهرته الذائعة الصيت جعلته مصدر فخر واعتزاز لكل من يعرفه، وأنا أحدهم بكل سرور. تبادلنا أطراف الحديث واحتسينا القهوة في أحد مقاهي المدينة في ليلة ذات نسمات عليلة باردة على غير العادة في هذا الوقت من العام. وبعد حديث مطول عن الأحوال والأولاد والعمل والأصحاب والطقس المتقلب، نظر إليّ صديقي الطبيب مبتسمًا وقال: «كيف لي أن أجلس معك ولا أسألك عما يحدث في هذا العالم المضطرب هذه الأيام؟ أرجو أن تشرح لي».
فأجبته مبتدعًا: سأتقمص دورك هذه المرة وأصبح طبيبًا للقلب مثلك، فارتسمت علامات الدهشة على وجهه، فطلبت منه أن يصبر قليلًا وسيفهم قصدي. ثم تابعت حديثي قائلًا: إن شرايين اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية تعاني من انسداد خطير للغاية نتيجة ارتفاع مستويات كوليسترول الدَّين العام، الناجم بشكل أساسي عن العجز التجاري المتراكم مع دول العالم المختلفة، وعلى رأسها الصين.
وإذا استمر هذا الانسداد دون علاج، فإن الولايات المتحدة الأمريكية ستواجه سكتة قلبية حادة، أي إفلاس شامل، لأن ذلك بات قاب قوسين أو أدنى. ولهذا السبب، يحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقديم باقة متنوعة من الحلول العلاجية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. فقد أوكل إلى صديقه رجل الأعمال الأمريكي الشهير إيلون ماسك مهمة اتخاذ إجراءات جريئة واستثنائية وغير مسبوقة لتقليص حجم الجهاز الحكومي الأمريكي وتقليل عدد الموظفين والتكاليف والنفقات الزائدة، وهي مهمة شاقة لم يشهدها التاريخ من قبل.
بالإضافة إلى ذلك، يقوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتوجيه سلسلة من الصدمات الكهربائية القوية جدًا لإنعاش القلب الاقتصادي من خلال مجموعة من القرارات الرئاسية التنفيذية الفورية ذات الأبعاد الحمائية للمصلحة الاقتصادية الأمريكية، ولكنها تخلف آثارًا جسيمة على الأسواق المالية والتجارية الدولية.
وبلغة طب القلب، فإن هذه الإجراءات ما هي إلا قسطرة عاجلة لقلب دخل غرفة الطوارئ ويجب التعامل معه على هذا الأساس. فالانسداد الذي أصاب شرايين القلب الاقتصادي لأمريكا -كما يرى ترامب- هو الذي أدى إلى خروج الصناعات منها لصالح الصين وغيرها من الدول، وهو الذي أفقدها الريادة في مجالات تقنية الهاتف المحمول، والسكك الحديدية السريعة والمتطورة، والسيارات الكهربائية، والطاقات المتجددة، والبنية التحتية المتقدمة.
أومأ صديقي برأسه وهو يستمع باهتمام، وبدا وكأنه يخبرني بأنه بدأ يستوعب الصورة كاملة، ثم قاطعني قائلًا: «ولكن في عالم طب القلوب، القسطرة ليست سوى حل سريع ومؤقت، نلجأ إليه إذا فشلت الحلول غير الجراحية كالأدوية والرياضة والنظام الغذائي الصحي. بعد ذلك، ننتقل إلى جراحة القلب المفتوح وتغيير الشرايين والصمامات، أو حتى استبدال القلب بأكمله». فابتسمت له وأجبته: في هذه الحالة، يتم اللجوء إلى الحل الأكبر والأكثر جذرية، وهو حرب كبرى تعيد تشغيل المصانع وتوجه الأموال إلى «وجهة أخرى أكثر أهمية»، وهذا بالضبط ما حدث بعد الكساد الاقتصادي الكبير الذي شهدته الولايات المتحدة الأمريكية في أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي، والذي أعقبته الحرب العالمية الثانية، ثم فترة ازدهار ورخاء اقتصادي غير مسبوق.
فهل ستنجح القسطرة في تغيير مسار الاقتصاد الأمريكي، أم سيظل العالم يراقب بقلق وترقب بالغين تبعات عملية القلب المفتوح المرتقبة؟
فأجبته مبتدعًا: سأتقمص دورك هذه المرة وأصبح طبيبًا للقلب مثلك، فارتسمت علامات الدهشة على وجهه، فطلبت منه أن يصبر قليلًا وسيفهم قصدي. ثم تابعت حديثي قائلًا: إن شرايين اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية تعاني من انسداد خطير للغاية نتيجة ارتفاع مستويات كوليسترول الدَّين العام، الناجم بشكل أساسي عن العجز التجاري المتراكم مع دول العالم المختلفة، وعلى رأسها الصين.
وإذا استمر هذا الانسداد دون علاج، فإن الولايات المتحدة الأمريكية ستواجه سكتة قلبية حادة، أي إفلاس شامل، لأن ذلك بات قاب قوسين أو أدنى. ولهذا السبب، يحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقديم باقة متنوعة من الحلول العلاجية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. فقد أوكل إلى صديقه رجل الأعمال الأمريكي الشهير إيلون ماسك مهمة اتخاذ إجراءات جريئة واستثنائية وغير مسبوقة لتقليص حجم الجهاز الحكومي الأمريكي وتقليل عدد الموظفين والتكاليف والنفقات الزائدة، وهي مهمة شاقة لم يشهدها التاريخ من قبل.
بالإضافة إلى ذلك، يقوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتوجيه سلسلة من الصدمات الكهربائية القوية جدًا لإنعاش القلب الاقتصادي من خلال مجموعة من القرارات الرئاسية التنفيذية الفورية ذات الأبعاد الحمائية للمصلحة الاقتصادية الأمريكية، ولكنها تخلف آثارًا جسيمة على الأسواق المالية والتجارية الدولية.
وبلغة طب القلب، فإن هذه الإجراءات ما هي إلا قسطرة عاجلة لقلب دخل غرفة الطوارئ ويجب التعامل معه على هذا الأساس. فالانسداد الذي أصاب شرايين القلب الاقتصادي لأمريكا -كما يرى ترامب- هو الذي أدى إلى خروج الصناعات منها لصالح الصين وغيرها من الدول، وهو الذي أفقدها الريادة في مجالات تقنية الهاتف المحمول، والسكك الحديدية السريعة والمتطورة، والسيارات الكهربائية، والطاقات المتجددة، والبنية التحتية المتقدمة.
أومأ صديقي برأسه وهو يستمع باهتمام، وبدا وكأنه يخبرني بأنه بدأ يستوعب الصورة كاملة، ثم قاطعني قائلًا: «ولكن في عالم طب القلوب، القسطرة ليست سوى حل سريع ومؤقت، نلجأ إليه إذا فشلت الحلول غير الجراحية كالأدوية والرياضة والنظام الغذائي الصحي. بعد ذلك، ننتقل إلى جراحة القلب المفتوح وتغيير الشرايين والصمامات، أو حتى استبدال القلب بأكمله». فابتسمت له وأجبته: في هذه الحالة، يتم اللجوء إلى الحل الأكبر والأكثر جذرية، وهو حرب كبرى تعيد تشغيل المصانع وتوجه الأموال إلى «وجهة أخرى أكثر أهمية»، وهذا بالضبط ما حدث بعد الكساد الاقتصادي الكبير الذي شهدته الولايات المتحدة الأمريكية في أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي، والذي أعقبته الحرب العالمية الثانية، ثم فترة ازدهار ورخاء اقتصادي غير مسبوق.
فهل ستنجح القسطرة في تغيير مسار الاقتصاد الأمريكي، أم سيظل العالم يراقب بقلق وترقب بالغين تبعات عملية القلب المفتوح المرتقبة؟